top of page

إيلا وميسكا

Capture d’écran 2020-05-29 à 16.04.14.

إن العامل الديني حاضر بقوة في إندونيسيا والمؤمنون ملتزمون جدا. إن الوضع في أرخبيل مولوكس خارج عن المألوف: فقد تعايش الإسلام، الذي جاء من جاوة في القرن الخامس عشر، مع البروتستانتية التي جلبها الهولنديون في القرن السابع عشر، في المولوكس لعدة قرون.

كان بإمكان هذا الأرخبيل أن يصبح جنة لو لم يكن قد عرف بين عامي 1999 و 2004 حربا دموية خلفت عدة آلاف من القتلى بين المسيحيين والمسلمين. وفي نهاية الاقتتال، قُسّمت القرى باسم الدين.

فى أمبون عاصمة مولوكس في أقصى شرق إندونيسيا يُعَدّ جاكى أحد أهم صنّاع السلام في الأرخبيل. وبدعم من المعلمين النشطين، وعلى الرغم من الفصل العنصري الذي لا يزال مطبقا، فإنه يسمح للأجيال الشابة التي فصلها الصراع بالاجتماع والتبادل والتشارك فيما بينها، وهكذا تولّدت صداقات فريدة بين المجتمعات المسيحية والإسلامية، مثل التي بين إيلا وميسكا.
في حيها أو مدرستها، لا تتعامل إيلا مع المسلمين ولا ترافقهم. وميسكا كذلك لا تتعامل مع أي مسيحي ولا ترافق أي مسيحي، وهي تشجب هذا. هذه الفتاة البالغة من العمر 13 سنة،  تدرك مدى الآثار المترتبة على الصراع الماضي وتفهم أن بعض الجروح لم تلتئم بعد. لكنها تعرف بالفعل أن سلام الغد يُبني اليدُ في اليدِ مع الآخر.

استنادا إلى تقليد بيلا-غاندونغ [1]، وهو إرث مشترك للثقافة المحلية، تُنظَّم عطلات نهاية الأسبوع من أجل جمع الأطفال والمراهقين من مختلف المجتمعات المحلية حول أنشطة مشتركة. ويتخلل هذا التلقين من خلال التربية ثلاث اجتماعات رئيسية كل عام حول المواضيع التي تهم الشباب (الرياضة والشعر والرقص...).

هذه الاجتماعات تُمكّن من كسر الحواجز التي لا تزال قائمة بين المسلمين والمسيحيين في هذا الأرخبيل وتسمح بتجنب تطور التحيزات التي لا تزال موجودة بقوة في المخيلة الجماعية. أملا في أن يصبح هؤلاء التلاميذ سفراء لدى آبائهم، فإن المعلمين يستثمرون عطلات نهاية الأسبوع خلال هذه من الاجتماعات، للقيام بتغيير العقليات خارج جدران مدارسهم.

 خلال إقامتنا، أخبرتنا كل من إيلا، وهي تلميذة مسيحية، وميسكا، وهي تلميذة مسلمة، كيف التقيتا خلال إحدى عطلات نهاية الأسبوع هذه، وكيف بعد وقت قصير، وبعد اكتشاف الطريقة التي تمارس كل منهما إيمانها بمجتمعها، سقطت أحكامهما المسبقة على بعضهما، لتجتمعا وتلتقيا في الرقص والمحادثات بين المراهقين.

[1]تقليد إندونيسي يضفي الطابع الرسمي على العلاقة المميزة بين قريتين ، واللتان تتعهدان على مساعدة بعضهما البعض في حالة الصعوبة. 

bottom of page