نودزيجما
في سن الرابعة، خلال الحرب في البوسنة والهرسك، كان على نودزيجما أن تعاني من وفاة والدها الإمام، الذي قتله الجيش الصربي، وتواجه عمليات الترحيل إلى مخيمات اللاجئين.
بفضل قدرتها على الصمود، قررت عدم حبس نفسها في الماضي وأخذ زمام الأمور في حياتها. في عام 2017، أنشأت نادي العَدْو الذي سمته T.I.T.O. (والذي يمكن ترجمته ب: الجري وأشياء أخرى كثيرة)، مفتوح للجميع، الصرب والكرواتيين والبوسنيين... على الرغم من التوتر الذي لا يزال سائدا بين هذه المجتمعات الثلاثة.
ليا
ليا، مسيحية من برجوازية بيروت، كانت مستشارة في شركات كبيرة، وذات يوم قررت مغادرة حياة الرفاهية التي كانت تنعم بها للذهاب إلى طرابلس، عاصمة لبنان. هناك حيث تدور حرب بين إخوة أشقاء من حيين شعبيين: حي جبل محسن ذي المذهب العلوي وحي باب التبانة ذي المذهب السني. في شارع سورية، وهو شارع يعتبر كخط فاصل بين هذين الحيين، فتنشئ ليا جمعيتها "مارس". كان هدفها واضح: إنها تريد أعادة أَنْسَنَة أعداء الأمس. من أجل هذا قامت بتدريب الشباب على عدة مِهَنٍ من أجل العمل جماعة على إعادة بناء المحلات التجارية التي دمرتها الحرب الواحد تلو الآخر.
كمال
كان كمال في الرابعة والعشرين من عمره عندما هاجم الجيش الصربي قريته كيفلجاني في شمال البوسنة. سُجِنَ في معسكرات الاعتقال الصربية وتعرض للإذلال والتعذيب والحرمان وشهد مذبحة عشيرته وأبناء مجتمعه.
استغرق الأمر منه 16 عاما ليتمكن من أن يُسامح ويغفر ويصبح مواطنا نشطا من خلال إنشاء جمعية Most MIRA (جسر للسلام). وخطوة بخطوة، وبمساعدة من سكان القرى، قام بوضع أعمال وأنشطة من أجل المصالحة، والتزم ببناء مركز للسلام على أنقاض الماضي.
الدكتور جمال
في لبنان، حيث التوترات الطائفية مرتفعة، يوصف عمل الدكتور جمال إسماعيل بالفريد من نوعه: إنه شيعي، يعالج اللاجئين السوريين، السنة، في المخيمات تحت إدارة نظام مسيحي. وهو يستمد هذه المبادئ الحكيمة من تربيته. بالنسبة له، فإن كل رجل وامرأة يفحصهم هم قبل كل شيء مرضى وإخوة، مهما كان أصلهم أو إيمانهم. بعمله هذا، فإنه يضع الكرامة الإنسانية في صميم عمله.
حرم بروكفيل
في الولايات المتحدة، في حرم بروكفل متعدد الأديان في لونغ آيلاند، يمكن اعتبار كل من القسيسة فيكي، والدكتور سلطان، والحاخام ستيوارت قادة وزعماء لطوائفهم الدينية على التوالي، المسيحية والإسلامية واليهودية.
لقد راهنوا على الالتزام بالتعلم من بعضهم البعض، والتركيز على ما يجمعهم بدلا من الخوض في نقاط الاختلاف والعمل على ألّا يكون الجهل مصدرا للخوف.
إيلا وميسكا
في إندونيسيا، في أرخبيل مولوكس، اندلع نزاع بين المسلمين والمسيحيين في بداية القرن الحادي والعشرين. وعلى الرغم من الانفصال العنصري الذي لا يزال مطبقا بين الطائفتين، فإن جاكي وبفضل دعم المدارس، مكّن الأجيال الشابة المنفصلة عن بعضها البعض من الاجتماع والمشاركة والتعارف فيما بينها والتغلب على أحكامها المسبقة.
فتولدت صداقات فريدة بين شباب من المجتمعات المسيحية والإسلامية، مثل تلك التي نشأت بين إيلا وميسكا.